يترتب عن الاستثمار في التعليم جملة من العـوائد المتباينة سواء بالنسبة للأفراد أو المجتمعات. وفي هذا الصدد، يُميِز الباحثون في اقتصاديات التعليم ما بين العوائد النقـدية وغير النقـدية. فيما يخص الشكل الأول من تلك العوائد، يسهم التعليم عمليا في رفع مستوى الأجور ومعدلات النمو الاقتصـادي. أما فيما يخص الشكل الآخر منها، يُحسّن التعليم من أوضاع الأفـراد الحياتية، كما أنه يُعزز رأس المال الاجتماعي والسلوكيات، وغير ذلك من العـوائد. وإليك هذه القصة التي توضح ذلك بشكل بسيط: "يحكي أحد المعلمين بمنطقة ريفية في السودان، كان يُدَرِّس فى مدرسة للبنات فى الصف الثالث ابتدائي ، وفي كل يوم كان يرى خارج الفصل جنب الشباك بنت مسكينة وجميله تكسوها البراءة وتبيع اللقيمات لامها فى الصباح ، وقد بلغت سن المدرسه لكنها لم تدخلها بسبب الوضع المادى لأسرتها ، فلديها اربعة أخوه صغار ووالدهم متوفى وهي تسهم مع أمها فى مصاريف معيشتهم ببيع اللقيمات عند المدرسة، فساعدت إخوتها بأن يدخلوا المدرسة ويكملوا تعليمهم. كان الأستاذ يشرح للطالبات درساً في الرياضيات و بائعة اللقيمات تتابعه من شباك الفصل وهي بالخ...